الثلاثاء، 31 مارس 2009

السينما البلجيكية تتحدى الأزمة السياسية

شكلت سنة 2007 مرحلة انتقالية للصناعة السينمائية البلجيكية. بداية لقد فقدت السينما البلجيكية خلال سنة 2007 اثنين من أبرز وجوهها. كانت البداية مع بول ماير وهو سينمائى أخرج فيلم Deja senvole Le Fleur Maigre وهو من إنتاج .1959 يتأرجح هذا الفيلم ما بين الواقعية من ناحية والشاعرية من ناحية أخرى وتدور أحداثه حول تنامي الهجرة إلى مقاطعة "والوني" Walloie التي تشكل جزءا من بلجيكا مما أدى إلى ظهور البطالة واغلاق المصانع.
اعتبر ذلك الفيلم الذي انتج في الخمسينيات من القرن الماضي علامة بارزة في تاريخ السينما البلجيكية إذ أنه ألهم الكثير من السينمائيين البلجيكيين على غرار أندريه دلفو وجان جاك أندريان ولوك وجون بيير داردين وتييري ميشيل وغيرهم كثيرون مثلوا جيلا كاملا ساهم في الصناعة السينمائية.أما الخسارة الثانية التي لحقت بالصناعة السينمائية البلجيكية فهي تتمثل في وفاة هنري انجبرج الذي كان من أهم داعمي السينما الفرنكفونية البلجيكية وهو يعد من أبرز الداعين إلى استخدام المال العام في دعم هذه السينما...لم تشهد سنة 2007 انتاج أعمال سينمائية بارزة في بلجيكا لكن الاهتمام انصب على مشاريع الأعمال السينمائية التي نذكر منه على وجه الخصوص فيلم "هوم" للمخرج أورسولا ماير وفيلم "فينيان" الذي تلعب بطولته ايمانويل بيارت وفيلم "رجل بلا رأس" ينتظر ان تشهد بلجيكا أيضا إنتاج عدة أفلام على غرار:* فيلم Eldorado للمخرج جواكيم لافوسي.* فيلم Eleve libre الذي يلعب بطولته الممثل البلجيكي البارز جونثان زاكاي.* فيلم Mr nobody للمخرج جاكو فان دورمال.أما الأخوان داردين فقد أخرجا فيلما جديدا بعنوان "صمت لورنا" وقد شاركا به مهرجان كان السينمائي في دورته لسنة .2008وقد برزت أيضا أفلام المؤلف في سنة 2007 وهي ناطقة باللغة الفرنسية إضافة إلى ارتفاع وتيرة إنتاج الافلام البلجيكية الناطقة باللغة الانجليزية على غرار فيلم .Mr nobody والفيلم الذي أخرجه فابريس دي ويلتز.لقد اعتبر النقاد ان هذا التوجه يعكس رغبة في إعطاء الصناعة السينمائية البلجيكية بعد العالمية حتى تتمكن من اختراق عدة أسواق ومهرجانات في العالم علما بأن السينما البلجيكية اعتادت الفوز بالجوائز.. وخاصة في مهرجان كان السينمائي.وتواجه السينما البلجيكية اشكالية كبيرة فكيف يمكن العمل على تنمية الصناعة السينمائية الوطنية من ناحية والقبول بمشاريع التمويل الخارجي للأفلام؟هناك إشكالية أخرى مطروحة وهي تتعلق بما إذا كان يمكن لدولة صغيرة مثل بلجيكا ان تسعى إلى تطوير صناعتها السينمائية الوطنية من الناحيتين الفنية والثقافية.في مجال الصناعة السينمائية الفرنكفونية برز جيل جديد من المخرجين والمنتجين السينمائيين وهو ما اتضح من خلال مهرجان لاروشيل السينمائى البلجيكي أما في مجال الصناعة السينمائية في مقاطعة - الفلاموند - التي تشكل بدورها الجزء الثاني من بلجيكا المعروفة بتركيبتها العرقية واللغوية فقد برزت عدة أعمال سينمائية وخاصة منها سينما المؤلف... في هذا الصدد ركز فيلم "The Colour Of Water" الذي أخرجته جسيكا وودورث وبيتر بروسنرز وقد تمكن من الفوز باحدى جوائز مهرجان البندقية السينمائي في إيطاليا.أما المخرج نيك بلتزار فقد تمكن من الفوز بإحدى جوائز مهرجان مونتريال السينمائي وذلك من خلال فيلمه"benx" ومن أهم الأعمال السينمائية التي لفتت الأنظار مؤخرا فيلم "طقوس الربيع" للمخرج باتريس توي. ولقد أظهرت ايرادات الشباك أيضا سيطرة الأفلام المنتجة في مقاطعة الفلاموند نظرا لتميزها الفني مما مكنها من تحقيق النجاح التجاري أيضا علما بأنها اعمال تشمل في الوقت ذاته الأعمال السينمائية التلفزيونية والأفلام التي تعرض في دور السينما.. ويجد هذا الانتاج السينمائي رواجا هاما في بلجيكا.الغريب ان ازدهار الصناعة السينمائية البلجيكية يأتي في خضم أزمة سياسية تتعلق بمستقبل بلجيكا وهويتها السياسية نفسها ناهيك وأن البلاد ظلت مؤخرا بدون حكومة لمدة ستة أشخاص كاملة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.